"جدلية الوعي والاستحمار "
"وعي حمار"
قال الحمار لصاحبه : أرجوك لا تستحمرني ……
فأجاب الرجل بتعجب : ولكنك حمار وأنا عندما أستحمرك لا أزيد عن اشتقاق فعل من اسمك الحقيقي !
قال الحمار : إن كوني حمارا شيء وكونك تستحمرني شيئا آخر ، وأنا لا أتبرأ من حموريتي ، فهكذا خلقت ، ولذلك وجدت ، وبهذا أفخر ، ولكني أطلب من جنابك ألا تستحمرني ، يعني ألا تتجاوز باستخدامك لي حد حموريتي ، فلا تهزأ بي ولا تستضعفني ، ولا تنكل بي ، فإن فعلت ذلك بي فإياك والوقوف خلفي ، لأني حمار مطيع ما دمت حمارا بطبع تكويني ، وبفعل نفسي ، فإن أردت استحماري وحملي على خلاف طبيعتي ، فإن لي قدمين يفلقان الصخر .
"حمورية بشر "
وقال الحاكم لشعبه : أريد استحمارك !
فقال الشعب بتعجب : وتسأل يا سيدي ؟!إننا رعيتك ، فافعل بنا ما تشاء .
قال الحاكم بلهفة –فهو لم يكن يتوقع هذا التجاوب السريع - : ولكن أتعرفون معنى استحمار ؟!
رد الشعب : ونعرف إعرابها وتصريفها واشتقاقها ، وما عيب الحمير ؟!
أليست من خلق الله تبارك وتعالى ؟ يا ليت أنا لنا صبرها وجَلدها ، وجِلدها .
مع أننا لا نوافق الحمير على كل أخلاقها ، فنحن نرفض النهيق ، اعتراضا ، كي لا نزعجك .
ونرفض ، وبشدة ، الرفس لأنه عنف لا يليق بنا .