لا شكَّ أن كل المخلوقات ضيوف أتَوْا إلى الوجود تباعًا حسب صدور الأمر الإلهي (كن)، وسيرحلون إلى عالم الفناء إن عاجلاً أو آجلاً، وكلُّ شيء هالك إلا وجه الله - سبحانه - والدلائل كلُّها تثبت أن الإنسان كان آخر الضيوف وصولاً إلى الوجود، ومع هذا الحضور المتأخِّر إلاَّ أنه سيكون أوَّل الضيوف رحيلاً، ناهيك عن الرحيل فُرَادَى وجماعات منذ القدم. وفي توزيع الأدوار على الضيوف أو الكائنات، أخذت بعض الكائنات على عاتقها مهمَّة إمداد الباقين بمتطلَّبات البقاء والاستمرار في الوجود إلى أن يرث الله كلَّ شيء، وأصبحت الجمادات؛ من أرض وماء، وشمس وهواء، ونجوم وما شاكلها، أصبحت عواملَ مساعدة لإنتاج متطلَّبات البقاء، وتصدَّر النباتُ مهمَّة الإنتاج باستخدام العوامل المساعدة تلقائيًّا لإعداد ضرورات الحياة من أوكسجين أو غذاء للحيوان {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} [النمل: 88].